
بعد معاناة دامت لسنوات … سوريون يقررون العودة إلى بلدهم
خلال السنوات الثلاث عشرة التي قضاها منذ اضطرار حسن محمد الحسن للفرار من الصراع في سوريا مع عائلته بحثا عن الأمان في الأردن المجاور، لطالما تساءل عميد الأسرة البالغ من العمر 80 عاماً فيما إذا ستطأ قدماه أرض الوطن مرة أخرى.
ولكن بعد فجر يوم 30 يناير بقليل، عندما صعد إلى الحافلة في العاصمة الأردنية عمان متوجها إلى حمص، تلاشت سنوات عدم اليقين، متطلعا إلى عودته التي طال انتظارها بابتسامة عريضة.
وقال الحسن : “عشنا في الأردن وكأنها بلدنا. لقد مرت ثلاثة عشر عاما، ولم نشتك من شيء. والآن، وفيما نعود إلى وطننا، نشعر وكأننا ولدنا من جديد.. وكأننا نبدأ حياة جديدة”.
أراد لملابسه في هذه المناسبة أن تكون رسمية، حيث ارتدى بدلة وربطة عنق، ووشاحا يحمل العلم السوري الجديد بنجماته الثلاث ملفوفا حول كتفيه، وشرح قراره بالعودة على الرغم من التحديات التي تنتظره.
وقال الحسن : “لماذا؟ لأننا سنعيش تجربة الحرية أخيراً ونعود مجدداً لحياتنا. لم أرَ أخواتي أو أخي أو بناتي منذ عدة سنوات. كل هذا بسبب الوضع السياسي السابق. لقد تعرض منزلي في سوريا للدمار ويحتاج إلى الترميم، وسيكون الأمر مكلفاً. عندما أعود، سأتفحص ما تبقى منه وأحدد بالضبط ما يجب القيام به”.
كان الحسن وعائلته ضمن مجموعة تضم أكثر من 90 لاجئاً سورياً سافروا في ذلك اليوم على متن ثلاث حافلات من عمّان متجهين إلى دمشق وحمص ودرعا. وقد نظمت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تسيير الحافلات كجزء من خدمة النقل المجانية المقدمة منذ 20 يناير للاجئين السوريين المسجلين والراغبين في العودة إلى ديارهم.
وسوف ينضم هؤلاء إلى أكثر من 235 ألف سوري ممن عادوا إلى البلاد منذ سقوط الرئيس السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر 2024. وتعمل المفوضية مع الحكومات في البلدان الرئيسية المضيفة للاجئين – بما في ذلك الأردن وتركيا ولبنان – للمساعدة في العودة الطوعية للسوريين الذين يختارون العودة.
وفي حين من المتوقع أن يعود الكثير من اللاجئين السوريين الذين ما زالوا يعيشون في المنطقة وخارجها إلى ديارهم في الأشهر المقبلة، لا يزال الكثيرون في طور تقييم التطورات السياسية والأمنية قبل اتخاذ القرار. وقد شددت المفوضية على أن أي عودة يجب أن تكون مستنيرة وطوعية، وأن الدعم للاجئين والدول التي تستضيفهم يجب أن يستمر في غضون ذلك.