
نحو اعتماد سياسة للهجرة أكثر شمولا و تعاطفا
ريبيكا قابلة وقائدة الفريق الطبي على متن سفينة أوشن فايكنغ التي تعمل منذ العام 2019، وهي مجهزة لمهام البحث عن المهاجرين المتواجدين وسط البحر الأبيض المتوسط وإنقاذهم. وقد أكدت ريبيكا قائلة : “أؤمن إيمانا راسخا بأن الجميع يستحقون أفضل مستوى ممكن من الرعاية. وقد أمسى الواقع مسيسا لدرجة أن الناس لم يعودوا ينظرون إلى الأشخاص المتنقلين على أنهم بشر، بل على أنهم مجرد مشاكل. ويبرز أيضا تجريد مستمر للأشخاص المتنقلين من إنسانيتهم.”
تدير السفينة منظمة SOS Méditerranée، وهي منظمة إنسانية أوروبية مكرسة لعمليات الإنقاذ البحري. وقد أسسها عدد من المواطنين في العام 2015، بهدف مواجهة الكوارث الإنسانية المتمثّلة في حوادث غرق السفن وسط البحر الأبيض المتوسط.
ووفقًا لمفوضيّة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، يضطر عدد متزايد من المهاجرين و اللاجئين إلى مغادرة ديارهم بسبب مجموعة من العوامل المعقدة. وقد تنطوي انتهاكات حقوق الإنسان، الموجهة ضد المتنقلين، على الحرمان من الحقوق المدنية والسياسية، بما في ذلك الاحتجاز التعسفي والتعذيب وعدم مراعاة الأصول القانونية، ومن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بما في ذلك الحرمان من الحق في الوصول إلى عمل ومن الحق في الصحة والسكن والتعليم. وغالبا ما تكون هذه الانتهاكات مدفوعة بقوانين تمييزية ومواقف متجذرة من التحيز وكره الأجانب. وعندما يتمكن الناس من الوصول إلى بلد آخر، غالبا ما تستمر هذه المواقف والمعاملة التمييزية.
ولطالما غذت الخطابات الضارة بشأن الهجرة، التي تجرد الآخرين من الإنسانية، الخوف والانقسام والإقصاء.
وقد أعلنت المستشارة المعنية بالهجرة وحقوق الإنسان في مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، كارولينا هرنانديز قائلة : “لا تستهدف هذه الخطابات المهاجرين واللاجئين فحسب، بل تشوه أيضا سمعة من يدافعون عن حقوقهم، ما يؤدي إلى تجريم وعرقلة العمل الحيوي في المجال الإنساني وفي مجال حقوق الإنسان. ويعرض هذا الاتجاه المقلق حقوق الإنسان الواجبة لكل من الأشخاص المتنقلين والمدافعين عنهم، للخطر كما أنه يقوض القيم التي تقوم عليها المجتمعات الديمقراطية والإنسانية. ففي نهاية المطاف، ماذا سيحدث لنا إذا لم يُسمح لنا بأن نتعاطف مع الآخرين وأن نساعد بعضنا البعض؟”